إبراهيم السماعيل .. المعلم والخطيب
خص الله الذين أمنوا والذين أتوا العلم برفعة الدرجات والأقدار في قلوب الأمة.. فعندما يجتمع العلم والإيمان مع الفضائل وأعمال الخير وحسن الخلق فلا بد لنا أن نتوقف عند سيرة الشيخ والعالم الجليل إبراهيم بن حمد إبراهيم السماعيل (1337-1423) مدينة أشيقر.. والذي أمضى الكثير من عمره في طلب العلم بأنواعه حيث تتلمذ على يد الشيخ عبدالعزيز بن فنتوخ ثم الشيخ عبدالعزيز الفريح (رحمهما الله) فحفظ القرآن الكريم ودرس علوم الدين وبرع في اللغة العربية وكسب العديد من الثقافة والعلوم والمعارف.. فكان من بعدها المعلم والموجه والقدوة والخطيب الذي لم يبخل بعلمه لكل من قصده.
لقد تقلد الشيخ إبراهيم السماعيل العديد من المناصب والأعمال الرسمية والخيرية والتطوعية وكان محل ثقة وتقدير من الجميع حتى كسب باهتمامه وحرصه محبة الناس.. لذلك نجده يجتمع مع الأهالي ويشاركهم المناسبات ويقدم لهم الفتوى والنصح والتوجيه والإرشاد من واقع ما يملك من علم وحنكة وتجارب وحكمة.. حيث قدم من خلال المدرسة والمنبر والمجلس وعمل الخير وخطبة الجمعة على مدى عقود من الزمن العديد من الدروس والمحاضرات والخطب والتي تناولت هموم الناس ومشاكلهم وحاجاتهم وربطها بالإيمان والصبر والتدبير.. وقدم خلال حياته كعالم ومربي وأب رسالة عظيمة كان لها الأثر الجميل في نفوس العامة.
لذلك فالشيخ إبراهيم لم يكن فقيد أسرة فحسب بل هو فقيد مجتمع ومدينة وعلم حين سكن قلوب الناس بحسن جواره وتعامله وعطائه وحبه للخير.. فلا غرابة أن يجمع أهالي وأعيان مدينة أشيقر على حب هذا الرجل ويذكرون باستمرار محاسنه وفضائله ومكانته بينهم.. فرحمك الله يابن سماعيل وجزاه خيرا على ما قدم.