إضغط هنا لتنتقل  

مقالات

النخيل ثروة اقتصادية يجب استثمارها

“كلما اعتنيت بالنخلة أعطتك الكثير” .. هذا القول يؤمن به المزارعون جيداً حيث يرون في النخيل ثروة زراعية يجب العناية بها خاصة أن كل شيء في النخلة يمكن استثماره والاستفادة منه، فعلى سبيل المثال محافظة شقراء والمراكز التابعه لها تشتهر بجودة اصناف التمور فيها نظرا لحرص اهلها الشديد لكافة مراحل نموها ورعايتهم لها من اللقاح الى الصرام، تلك العناية والكثير من الاهتمام جعل “أشيقر” شمال شقراء تشتهر بعدد كبير من أنواع التمور، مثل “الخلاص”والشيشي والصفرة وكذلك تشتهر “المشاش” والحريق والداهنة و”القصب” شرق شقراء بالصقعي و”الخضري” ، وغيرها من تلك الأنواع التي تمتاز بالطعم الجيد. وكذلك القرائن غسلة والوقف، إلى جانب شقراء نفسها التي تضم الكثير من الأنواع الجيدة من التمور، وربما يرجع السبب في طعمها الحلو إلى طبيعة المياه بالمنطقة فهي حلوة وسطحية، ما يؤهلها لأن تكون ذات جدوى اقتصادية كبرى لأهل المنطقة والمملكة ككل.

وقد بلغ من شهرة التمور فيها أن الفرعة الواقعة بين شقراء وأشيقر كانت تسمى سابقا ًب”البصيرة” وهي تصغير كلمة “البصرة” نظرا لما امتازت به البصرة من كثرة النخيل فيها والتي بلغت في الخمسينات من القرن الماضي قرابة 70 مليون نخلة.

كذلك تنتشر النخيل جنوب شقراء بمحافظة مرات وما يحيط بها من مدن كثرمدا وأثيثية المشهورة بجودة انتاجها مثل الحلوة والذاوي والبرحي والسكري وغيرها من الانواع ذات الجدوى اقنصاديا.

ولذا ربما يكون من الأفضل هنا التأكيد على أهمية إقامة فعاليات خاصة بالنخيل والتمور تعمل على الترويج الجيد لها وحبذا لو أقيمت تلك الفعاليات بصفة دورية، أو تخصيص أسبوع لها، يتم التركيز على النخلة فتُقام لها فعاليات خاصة بها للتعريف بفائدة ما تحتويه اقتصادياً. وبالطريقة الصحيحة والمثالية للري بنظام التنقيط توفيراً للمياه.

ومن خلال تلك الفعاليات يتم الترويج أيضاً للصناعات القائمة على النخلة والتمور، كصناعة السلال والمشغولات اليدوية التي تقوم بها بعض الأسر المنتجة في مناطق مختلفة من المملكة، وكذلك الوقود الحيوي والأسمدة الطبيعية، والزيوت المستخلصة من أوراق النخل التي تُستخدم في الأغراض الدوائية ومواد التجميل المختلفة، إضافة للعديد من الصناعات الأخرى التي يمكن أن تنتشر محلياً إذا لاقت ترويجاً جيداً لها. وإذا ما أردنا تعداد العوائد السياحية والاجتماعية والاقتصادية لهذا المقترح فهي ليست بالقليلة بل وتفوق التصور، فيكفي أن مثل هذا الاسبوع سيكون عنصر جذب لصفقات تجارية كبيرة من خارج المحافظة ما ينعش الحالة الاقتصادية لمدن المنطقة، خاصة أن منطقة الوشم تقع على نقطة تقاطع جغرافية مهمة تلتقي فيها عدد من الطرق الواصلة بين وسط المملكة وجنوبها وشمالها، فضلاً أن هذا التفاعل سيزيد من الاهتمام بالإنتاج النباتي وسيحيي كثيراً من المزارع المنسية أو المهملة وهذا سيترك أثراً جمالياً وسياحياً مهماً سيعود بالنفع على شقراء، كما سيكون قناةً لتصريف الفائض من التمور ويحقق الاكتفاء الذاتي لأبناء المحافظة وأسرها من التمر الذي هو سنة نبوية شريفة وصحة بدنية واقتصادية لا يختلف عليها اثنان، وهو أيضاً فرصة لتقديم فنون العمل المنزلي في صناعات ومعمولات أسرية تكون دخلاً جيداً للأسرة، كما أن كثيراً من الشباب المهتم سيجد سوقاً تجارياً تعود عليه بالمال والفائدة وسيملأ وقته بالمفيد له ولمنطقته. إذا حدث ما نتمناه فربما نرد بعض الدين للنخيل الذي أهملناه طويلاً، ولم نعد نذكر له سوى أنه وسيلة لأكل التمر فقط ليس إلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى