صفات يتحلى بها رجال التربية
إن العلاقة بين المعلم وطلابه , والمعلمة وطالباتها لحمتها الرغبة في نفعهم , وسداها الشفقة عليهم والبر بهم , أساسها المودة الحانية , وحارسها الحزم الضروري , وهدفها تحقيق خيري الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم .
كم أن المعلم قدوة لطلابه خاصة , وللمجتمع عامة , وأن يكون أثره في الناس حميداً باقياً , لذلك فهو يستمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها بين طلابه والناس كافة , ويعمل على شيوعها واحترامها ماستطاع إلى ذلك سبيلا ً .
كما يجب على المعلم أن يحسن الظن بطلابه ويعلمهم أن يكونوا كذلك في حياتهم العامة والخاصة ليتلمسوا العذر لغيرهم قبل التماس الخطأ ويروا عيوب أنفسهم قبل رؤية عيوب الآخرين . وهو أحرص الناس على نفع طلابه يبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم يدلهم على طريق الخير ويرغبهم في ويبين لهم الشر ويذودهم عنه في رعاية متكاملة لنموهم دينياً وخلقياً ونفسياً واجتماعياً وصحياً .
والمعلم يعدل بين طلابه في عطائه وتعامله ورقابته وتقويمه لادائهم ويصون كرامتهم ويعي حقوقهم , ويستثمر أوقاتهم بكل مفيد وهو بذلك لايسمح باتخاذ دروسه ساحة لغير مايعني بتعليمه , في مجال تخصصه .
والمعلم أيضاً انموذج للحكمة والرفق , يمارسها ويأمر بهما ويتجنب العنف وينهي عنه ويعود طلابه على التفكير السليم والحوار البناء , وحسن الاستماع إلى آراء الآخرين والتسامح مع الناس والتخلق بخلق الاسلام في الحوار , ونشر مبدأ الشورى .
يعي المعلم أن الطالب ينفر من المدرسة التي يستخدم فيها العقاب البدني والنفسي , لذا فإن المربي القدير يتجنبهما , وينهى عنهما . ويسعى المعلم لاكساب الطالب المهارات العقلية والعلمية , التي تنمي لديه التفكير العلمي .