مقالات
ورحل أبو عبدالرحمن … عبدالله الخنيفر
ورحل أبو عبد الرحمن
ورحل أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن الخنيفر ، ورحيله ليس أي رحيل، رحل صديق الجميع صاحب القلب الكبير وصاحب البشاشة والروح المرحة والسريرة الصافية ، رحل ذو السمعة العطرة والسجايا الحميدة ، رحل من لا يعرف الحقد والكره ، صاحب التعامل النموذجي الراقي مع من يعرف ومن لا يعرف .
صدق الشافعي في قوله : قد مات قوم وما ماتت فضائلهم ،،،
هنيئاً لك أبا عبد الرحمن بما خلفته من فضائل ومآثر وصفات – أتضرع إلى المولى – جل جلاله – أن يتقبلها ؛ حيث شوهد ذلك في الجموع الغفيرة التي حضرت الصلاة على الجنازة ومرافقتها إلى المقبرة والحضور المدهش أيام العزاء في منزل المرحوم ومدى تأثر أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه بفقده .
وإن كان من الصعوبة حصر سجاياه وأعماله ومآثره ، فقد حباه الله حب الأعمال الخيرية والتطوعية بكافة صورها وأشكالها منذ أن كان شاباً يافعاً ، حيث كانت هاجسه وشغفه الدائم وأعطاها من وقته الكثير خاصة بعد تفرغه يرحمه الله إلى أن صارت إحدى سمات شخصيته وأنموذجاً يحتذي به من حوله .
كما أحب – يرحمه الله – الأدب والأدباء والعلم والمعرفة ، ولا غرابة أن ينعكس ذلك في سلوكه وطباعه وطرحه الراقي ونقاشه المثمر لأي موضوع يتم طرحه للنقاش ، كما أن له قدرة عجيبة في إيصال ما يريد قوله وما يتبناه من أفكار وإقناع الآخرين بها دون الحاجة إلى الإلحاح والجدل العقيم .
ما أقسى فقد الحبيب ولحظات الوداع ، حقاً آلمنا فراقك يا أبا عبد الرحمن ، فقد كان الحزن عميقاً والجرح غائراً ليس من السهل اندماله ، إلا أن يقيننا بأنها إرادة الله وقدره هي الكفيلة بتخفيف المصاب وتهوين ألم الفراق. .
رحم الله المفقود وتغمده بواسع رحمته ، وجبر الله قلب الفاقد وأسأل الله أن يمن عليه بواسع رحمته ورضوانه وأن يتجاوز عنه ويحسن لقاءه وأن يجعل العمل الصالح رفيقه ، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
محمد بن عبدالله المنصور