ورحل المربّي إبراهيم الفريح
ورحل المربي الفاضل الأستاذ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفريح عن دارنا إلى الدار الآخرة، وكان لأثر الرحيل تأثير كبير في نفسي وفي نفوس جميع محبيه، فقد كان للفقيد مكانة عالية في قلبي وقلب كل من يعرفه، وما ذلك إلا بسبب ما كان يتصف به الفقيد من دماثة الخلق ومن شخصية تميزت بالوفاء وبحب الآخرين وحب الخير لهم رحمه الله رحمة واسعة.
لقد بدأت علاقتي ومعرفتي بالفقيد الغالي عندما كنت طالباً في مدرسة حوطة خالد بالرياض، والتي صار اسمها فيما بعد (مدرسة معن بن زائدة)، وذلك أواخر السبعينات الهجرية من القرن الهجري الماضي.
وكان الأستاذ الفريح مدير المدرسة، وكان من حسن حظي أن أكون طالباً في مدرسة يديرها هذا المربي الفاضل الذي وجدنا جميعاً تحت إدارته كل عناية ورعاية واهتمام، ونعمنا بإدارة فذة، في وقت كان التعليم ما يزال في خطواته الأولى.
ولم تكن هذه العلاقة التي تربطني بالراحل بل هي البداية لمشوار طويل من الزمالة والأخوة بيني وبينه، إذ جمعني به العمل في وزارة المعارف (التربية والتعليم)، ثم في وزارة التعليم العالي وفي عدد من الملحقيات التعليمية في الخارج.
ولد الأستاذ إبراهيم العام 1355هـ في أشيقر في منطقة الوشم، وتلقى في بداياته الكتابة والقراءة في كتاب الشيخ موسى الموسى ثم القرآن الكريم في كتاب الشيخ عثمان أبا حسين، وختم القرآن الكريم في كتاب الشيخ عبد الله المديميغ العام 1364هـ والتحق بالعمل الوظيفي في العام 1376هـ معلماً بوزارة المعارف، وبعد عامين كلف بإدارة مدرسة معن بن زائدة بحوطة خالد بالرياض حتى نهاية العام الدراسي 1387هـ.
خلال تلك الفترة واصل الدراسة في المعهد العلمي السعودي حتى حصل على شهادة الثانوية العامة العام 1381هـ. ومع بداية العام 1388هـ انتدب للعمل في الخارج نائباً للملحق الثقافي السعودي بالجزائر حتى نهاية العام 1392هـ. وخلال هذه الفترة واصل دراسته بجامعة الجزائر، وحصل على شهادة الليسانس في الآدب (اجتماعيات) في العام 91 /92هـ. وبعد عودته العام 1393هـ وجه للعمل بإدارة العلاقات العامة في وزارة المعارف فترة، ثم عمل باحثاً تربوياً فعضواً بلجنة العمل الدائمة بوزارة المعارف بعدها تحول للعمل إلى وظيفة مدير الشؤون الإدارية بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، فمديراً لرعاية الشباب ثم مشرفاً على مكتب مدير عام التعليم العام بها، وكلف برئاسة لجنة الامتحان للشهادة الابتدائية بالدلم في الخرج ثم عاد في العام 1401هـ إلى الوزارة للعمل خبيراً للنشاط المدرسي، وفي العام 1404هـ رشح كمدير للشؤون الإدارية بمكتب الوكيل المساعد لشؤون الطلاب، بعد ذلك عمل مندوباً دائماً للمملكة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والتعليم بتونس في الفترة من 1994م حتى 1999م من 12/9/ 1414هـ. حتى 1 /7 / 1418هـ. وللفقيد مجموعة من الأناشيد المدرسية والوطنية وأناشيد الأطفال وبعض المنولوجات التي تعالج قضايا المجتمع، وعدد من المسرحيات، للمسرح المدرسي حيث كان من أوائل العاملين على قيام المسرح المدرسي بالرياض، وقد قدم التلفزيون بعضاً من إنتاجه في هذه المجالات، كما تقدم ببعض البحوث التاريخية والإدارية والتربوية لكل من جامعة الجزائر ومعهد الإدارة العامة ووزارة المعارف بذلك الوقت.
في مجال الحركة الرياضية والكشفية والثقافية، أشرف على تنظيم العديد من المهرجانات الثقافية والرياضية والكشفية، كما مثل وزارة المعارف في عدد من المناسبات العلمية وفي الدورات العربية المدرسية وغيرها.
غفر الله لأخي وصديقي الأستاذ إبراهيم الفريح، وأسكنه فسيح جناته.
عبدالله بن سعد العريفي – جريدة الرياض